نون النسوة

 

الأنثى تملأ أكواني

بالحب وعطف وحنان

تأسرني لطفآ وودادآ

بحدائق غلب وجنان

تحضنني في ماطر غيم 

وتغازل شوق الشطآن

تزرعني في غيمة عشق

وتظللني بالريحان

وتسافر بي نحو نجوم

والبدر يعانق أجفاني

إن راق العيش تحصنني 

بالكرسي والسبع مثاني 

أو مال الدهر تساعدني 

أو أخفق وقتي ترعاني

ما أهنأ عيشي في روض 

والورد يداعب أشجاني

ما أحلى العيش ولي زوج 

تسري في نبض الشريان 

    * * *

المرأة دومآ تغريني

بجمال وشموخ جبين 

تأبى أن تمشي في زلق 

أو تخضع قولآ في لين

تأسرني برجاحة عقل

وبفكر راق ويقين

العالم يزهو بامرأة 

تفخر بالشرع وبالدين

لا دنيا من دون امرأة 

تأتي بعبير الليمون

لا دنيا من دون امرأة 

 

 تمتص عواصف تشرين

لا دنيا من دون امرأة

تهديني زهو العشرين

المرأة روح وحياة

والدر الغالي التثمين 

في ضحكتها لمع بروق

والبسمة منها تحييني

وتذيب بهمستها كدري 

وتلطف شجوي وحنيني

أرفيقة دربي وحياتي

وأمينة سري وكنيني 

إسقيني حبآ وحنانآ 

وبنون النسوة دفيني 

عذب المناجاة

تساقطت في فلاةِ العُمْرِ عـبْراتي

واستَرْسَلتْ في دُرُوبِ البَوْحِ آهاتي

سرَيْتُ والجَدْيُ خـلـْفَ السُحْبِ مُحْتَجِبٌ

ولا دليلَ إلى شَطّ ٍ ومرساةِ

مابين عاصِفِ ريحٍ كلُّهُ غَـضَبٌ

كـريشةٍ فوق يَِـمّ ٍ مَوْجُهُ عـاتِ

وبين صحراءٍ في أقْـطـارِها رَهَـجٌ

ولا عناوينَ للغادي وللآتي

أدْلَجْتُ في ليلها أمشي على وَجَلٍ

وليس ثَمّةَ من هـادٍ لغاياتي

وخُضْتُ أخْبِِطُ في العَـشْواءِ مُرْتَجياً

لَعَـلَّ في صُبْحِها ألْـقَى هناءاتي

حتّى رأيتكُ يا مَيْثَاءُ في أُفُـقي

ونُورُ وَجْهِكِ قِنْدِيلي ومِشْكاتي

يَمَّـمْـتُ نَحْوَكِ في شَوْقٍ وفي وَلَـهٍ

ورُحْتُ أَنْهَـلُ من عَـذْبِ المُبَاحَاتِ

فاسْتَرْسَلَتْ لرَسُولِ الـفَـجْـرِ عاطفتي

وأرْسَلَتْ لجَـبِـيـنِ الصُبْحِ قُـبْلاتي

تُهَـدْهِـدُ الّليْلَ لا يمْضي كعادته

وتَسألُ الصُبْحَ أنْ يرعَى شَفَاعاتي

راحَتْ إلى وَمْـضَـةِ الإِسْـفَـارِ تَـسْـألُها

أنْ تَـسْـكُـبَ الـكُـحْـلَ في عَـيْنِ الصَباحات

يا لَـيْـلُ خَـيِّـمْ على الأحْـبابِ في دِعَـةٍ

وارْخِ الرِدَاءَ على عَـذْبِ المُـناجاةِ

تـضـاريس الـمَـشـاق

عَـلِّـمـونـي كـيف أشْـدو

.لِـقُـلـوبٍ ومَـآقِـي

وصِـفُـوا لـي دَفْـقـةَ الإحْـسـاسِ

فـي طـيـبِ الـعِـنـاقِ

وحـنـيـن الـمَـوْجِ يـهْـفُـو

لِـلـشّـواطـي فـي اشْـتِـيـاقِ

عِـشْـتُ فـي الأحْـلامِ عُـمْـري

أقْـبِـضُ الـرّيـحَ ، وحـسْـبـي مـا أُلاقـي

وكـأنّـي فـوْقَ مَـتْـنِ الـرّيـحِ

أو أثْـبـاج مـوْجٍ

أو عـلـى ظَـهْـرِ الـبُـراقِ

عُـدْتُ لِـلـواقِـعِ أحْـبـو

وعـلـى الـدّرْبِ أرَى حُـزْنَ الـرِّفـاقِ

كـيفَ لـي أُهْـديـكِ قـلـبـي

وعـلـى الـقـلـبِ تـضـاريـس الـمَـشـاقِ

كـيف لـي أنْ أشْـتَـهـي الـوَصْـلَ

وفـي الـوصْـلِ احْـتِـراقـي

كـيـف لـي أنْ أنْـظُـمَ الـنّـجْـمـات عِـقْـداً

لــكِ يـا مَـحْـبـوبـتـي قَـبْـلَ انْـعِـتـاقـي

وأغـنِّـي لـكِ مَـوَّالآ يُـحـاكـي

شـهْـقَـة الـمَـوْجِ وأنّـات الـسّـواقـي

عَـجَـبـاً ، كـيـف أُغـنِّـي ؟

وأنـا أشْـهَـدُ آيـات الـفُـراقِ

أتُـرانـي أسْـتـطـيـعُ الـبَـوْحَ شَـدْواً

بـعْـد أنْ قـطّـعْـتِ أوْصـال الـتّـلاقـي  ؟؟؟

ســرى لَــيْــلــي

ســرَى لـيْـلـي ولـمْ تَـسْـألْ

           كأنّـي الـمِـشْـجَـب الـمُـهْـمَـلْ

كــأنّــي ذلـكَ الــمُــلْــقَــى

    بِـجـانِـبِ فَــيْــضـَـة الـحَـنْـظـلْ

وأهْـلـي أنْــكــروا وجْـهـي

                وعــادانــي بــنــو نَــهْــشَــلْ

يــزيــدُ تَــألًّــمــي لــمَّــا

    أرَى الإعْــراضَ مــنْ أمْــثــلْ

وكــانــوا قَـبْـلُ لـي سَـكَـنـاً

                وحـوْلِـي يُــعْــقَــدُ الـمَـحْـفَـلْ

وهــذا يــوم كُـنْـتُ فَــتًــى

    وكُـنْـتُ الـصـاحِــب الأجْــمَــلْ

وكــان الـكُـلُّ مــن حَــوْلــي

       يــرانــي أنّــنــي الأفْــضَــلْ

ولـكـنّ الــزّمــان مَــضَــى

  وأوْصَــلــنــي إلــى الأرْذَلْ

وهــذا الــدّهْــرُ ذو غِــيَــرٍ

              يَــجُــزُّ الــعَــظْــمَ والـمَـفْـصَـلْ

عــجــيــبٌ أنْ أكــونُ لِـقًـى

                وكُـنْـتُ الــفــارس الأكْــمَــلْ

فَـظـيـعٌ كُــلُّ مــا يَــجْــري

              وأفْــظــعُ مــنْــهُ أنْ تَــجْــهَــلْ

21 شوال 1433 هـ

الـمـسـاءُ الـمُـعَـطّـر

 مـسـاؤكِ عِـشْقٌ وبَـوْحٌ مُـعـطّـرْ * وقِـنْـديـلُ زيْـتٍ وزيْـتـونُ أخْـضـرْ 

مـسـاؤكِ يـا حُـلْـوتـي أُغْـنـيـاتٌ  * وصــوتٌ شــجِـيٌّ ونَغْمَةُ مــزْهـرْ 

مـسـاؤكِ حِـضْـنٌ شـهِـيٌّ ودِفْءٌ  *  ودُرّاقَــتــانِ  و كُــــوزٌ  و سُــكّــــرْ 

مـساؤكِ(ياشـوقُ)همْساتُ حُـبٍّ  *   ورَفّــةُ جَـفْـنٍ وعِـطْـــرٌ وعَـنْـبـــرْ 

 

 إذا زُرْتُ رَوْضَكَ يهـتـزُّ  قـلـبي  *   وينْسابُ هَمْسُ القميصِ المُخصَّرْ 

تـجـولُ عـيـونـي بـأثْمارِ رَوْضٍ  *   تَـدانَـتْ قِـطـافاً عـلى صَحْنِ مَرْمَرْ 

فـهـذي  كُـرومٌ  وهـذا  نـضـيـدٌ   *   وعِــذْقٌ رطــيـبٌ  ولــوزٌ  مُـقَـشّـرْ 

وبـسْــمـةُ  فُسْـتُــقَــةٍ حُـلــــوةٍ    *   مُـعَـتَّــقَــةٍ  فـي  رحـيـقٍ مُـعَـطَّـرْ 

أصَـخْـرٌ أنـا أمْ تُـرانـي جَـمـادٌ ؟  *  وحـتـى الجَـمـادُ لـهُ ألـفُ مَـنْـظَـرْ  

أُحَـدِّقُ فـيـكِ ويـزْدادُ شَــــوْقـي   *  وأقْــدَعُ نَـفْسِـيَ عَـنْ كُــلِّ مُــنْــكَــرْ 

وأغْمِضُ عيني عن المُغْـرياتِ   *  وعـن يـانِــعٍ مـن قِـطـافٍ  مُــدوَّرْ  

أهِــمُّ ، وتـمْـنَـعُـنـي شـيـمـتـي   *   وأُغْـضي حَياءً وفي القلبِ خَنْجَرْ 

أُعـيـذُكِ (يـا شوقُ) عمّا يُشـينُ   *  فـأنـتِ لِـعَـمْـريَ أسْــمَى وأكْــبَـرْ 

ومن يَعْـشَقِ الريمَ لا يـبْـتَـغـي   *  هَـوانـاً لــهـا وهْيَ أزْكَى وأطْهَـرْ 

تـقـول: فـديتُكَ،والصّوْتُ عذْبٌ  *  عـصافيرُ  تشْدو وعَـزْفٌ ومِزْهَرْ 

فـيَنْسابُ في الكَوْنِ لحْنٌ جميـلٌ *   يُـغـنّـيـهُ  صـوْتٌ بِـواديَ عَـبْـقَـرْ 

ويـطْـعَـنُ مُـهْـجَـةَ غـيْـمٍ رقـيـقٍ *   فَـيَجْري عَـقـيقٌ ويَـعْـبُقُ زَعْـتَـرْ 

أُحبُّكِ ( ياشوقُ ) والحب رِقٌّ   *   وإنّـي  برقّيَ في الحب  أفْـخَـــرْ 

بَــوْحُ الـعِـبـاراتِ

إلــيـكِ يــا حُــلْـوتـي بَـوْحُ الـعِــبـاراتِ    *   تَـهْـفـو إلـيـكِ بِـألْحـانِ الـصّـباحـاتِ

وتحـمِـلُ الـشّـوْقَ فـي تـرْنـيـمـةٍ مُـلِـئَتْ   *   بـالـحُـبِّ تَـسْـمـو عـلـى آهٍ  وآهــاتِ

يـا عَـذْبَـةَ الـرّوحِ كـمْ غـنّـيْـتُ مـن ألــمٍ   *   وكــمْ شَـفَـعْـتُ بِـها إطْلاقَ عَـبْـراتي

فـكـان حـظِّـيَ قـبْـضُ الـريحِ ، واعجبي  *   وقـد لَحَنْتُ ــ صريحاً ــ باحْتِـياجاتي

لـولاكِ يـا صُبْحَ عُـمْري ما مشيتُ خُطىً  *   ولا سَـريْـتُ بـدربٍ فــيـهِ إعْـنـاتِـي

لــكـنّــهُ قَـــــدَرٌ يـــمْــشـي لـــغـــايــتــهِ  *  والـصُّـبْـحُ يَـهْـزِمُـهُ ظُـلْـمُ الـمَساءاتِ

لا تحْجُبي النّورَ يا غَـيداءُ عـن بَصري   *  فقد سَـئمْتُ الـدُّجَى من غـيـرِ مِشْكاتي

سَـكَـنْـتِ روحـي وقـلبي فـيـكِ مُـحتـفِلٌ   *   وقـــد زرعْــتِ بــهِ أحْـلَـى هَــناءاتي

لا تُـكْـثِـري الـطّـرْقَ فـي قـلـبي فـإنّ بـهِ  *  جُــرْحَ الــسّـنـيــن وآلامَ الـمـسافــاتِ

ويْــــلٌ لِـقـلــبٍ تَـوالــتْ فــيــهِ أخْــيِــلَـةٌ  *  مـــن الـتّــجَـنِّـي و أنْـواعُ الـمُـعـانــاةِ

وكُـلّـمــا عـــالـــجَ الأسْقامَ بـاغَـــتَـهُ   *    كَـلْـمٌ وكسْـرٌ وحَـرْبٌ دون غـايــاتي

مـاذا كـسـبْـتُ مـن الـدُّنْـيـا وقـد غَـرُبَتْ   *   إلا الـخُــواءَ وإدْلاجَ الــــمَـتــاهــاتِ

كـمْ رُمْتُ أنْ أرْتَـوي مِـنْ صدْرِ حانِـيَةٍ   *   فـلـمْ يَـحِـنْ بَـعْـدُ صَـدْرٌ لاهْـتِـماماتي

أتــيْـتُ والــنّــجْـمُ يَـحْــدونـي تَــألُّـقُـهُ     *     فــلــمْ أجِـدْ ثَــمَّ تـرْحـيـبـاً لأوْبـاتـي

وعُدتُ والخاطِـرُ الـمَكْسـورُ يَـسْكُنُني     *   وغُـصّةُ الـحُزْنِ حالتْ دون حاجاتي

وقـد تـناثـرَ حَـرْفـي وانْـطَوَتْ كُـتُـبي     *    وبـعْتُ عُـمْـرِيَ فـي سُوقِ الإماراتِ

حـَـيّــيْــتَ يـا خـالـد

تلطف الدكتور صالح بن سبعان فنقل صورة الأمير خالد الفيصل وهو يردّ تحية لعسكري مع ابتسامة إنسانية جميلة ، فحرّكت فيّ هاجساً فقلت جهد المقل :

حـَـيّــيْــتَ يـا خـالـدَ الـمَـحْـبـوب إنْـسـانـا

بِـبَـسْـمَـةٍ  حَــمَـلَــتْ  ودّاً  وإحْــســانــا

وذاكَ دأبُـكَ لـمْ تـبْـخـلْ عـلـى أحــدٍ

 وكُـنْـتَ لـلـخـيْـرِ والـمَـعْـروفِ مِـعْـوانـا

أنْـكَـرْتَ ذاتَـكَ واسْـتَـغْـنَـيـْـتَ فـي وَرَعٍ

وكـنـتَ فـي خِـدمَـةِ الإنْـسـانِ سُـلـطـانـا

ولــمْ تُـصِـبْـكَ غِـوايـاتٌ وزخْـرفَـةٌ

فـصِـرْتَ فـي الـزُّهْـدِ والإيـثـارِ عِـنْـوانـا

سَــمَــوتَ عـن حَـمْـأةِ الـشّـيـطـانِ فـانْـصَـرَفَـتْ

 عـنـكَ الـشّـيـاطـيـنُ إبْـعـاداٌ وهـجـرانـا

وهـكـذا يــرْفَـعِ الله الـذيـن عَـلَـوْا

 ذِكْــراٌ وفَـضْـــلاٌ وتـقْـديـراٌ وعِــرْفـانـا

ومــضــة

لِــمَ تــَعْـتـَريـنـي عـنـد ذِكْـرِكِ هــزّة

 فَــيـَــدبُّ فـي قـلـبـي نــَدِيَّ حَــنــانِ .

فـأحِـسُّ أنّــي بـالـنّـجـومِ مُـعَـلَّـقٌ

 وبِـسِـحْـرِ عـيْـنِـكِ مِـقْـودي وعِـنـانـي .

والـغَـيْـمُ أصْـغَـى عـامِـداً لِـتـأوُّهـي

 فـأسَــرَّ لـلـنّـجْـمـاتِ مــا أشْــجــاني .

ورأى بــأنـّي فـي وصـالَـكِ طـامِـعٌ

وعـلـى جُــفُــونِـــكِ صـورتـي عِـنْـواني .

 وأتَـى نَـسـيـمُ الـصّـبْـحِ فـي أعْـطـافِـهِ

 بَـوحَ الـزُّهــورِ وشَـهْــقَــةَ الــبُــسْــتــانِ .

فـغَـدوْتُ بـيـن الـعاشِـقـيـنَ مُـشَـهّـراً

 وبِـأنّ بـي مَــساًّ مـن الشّـيـطـان .

أنـا إنْ صَــبَــوْتُ فــقــد سَـمَـوْتُ تــورُّعــاً

وعِــفَـفْـتُ عــن سَـفَـهٍ وعـن بُـهْـتـانِ .

وإذا مـنَـعْـتَ الـنّـفْـسَ عـنْ وِرْدِ الـخَـنـا
فـابْـشِـرْ بـعَـفْـو الله والــغُــفْــرانِ .

ولـعـلّـنـي والـشّـيْـبُ جَـلّـلَ مِـفْـرقـي

( قـد حِـيـلَ بَـيْـن الــعَــيْــرِ والـنّـزَوانِ )