بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

أخْـلاقُـنـا ،، ولا فَـخْـر



      لاتَـــلُــمْ ،، إن رأيْــتَــنــي أتَــجَــنّــبْ

              وإبــائِــي يَـشـومُ عـنْ سُـوءِ مَــشْــربْ "1"


إنّ بــي خُـــلّـــةً ومَــحْــضَ حـَــيـــاءٍ "2"


وعَـــفـــافــآ ولا إخـــالُـــكَ تَــعْــجَــبْ


لا أُحِـــبُّ الــخَــوْقــاءَ تَــأْوي لِــدارِي "3"


لا ، ولا مَـنْ تَـسـيـرُ فـي كُـلِّ مـلْـعَـبْ


عِـشْـتُ مـا عِشْـتُ فـي الـحـياةِ أنُـوفـآ


أقْــدعُ الــنّــفْــسَ عـنْ طَـعـامٍ مُـغَـبّـبْ "4"


والـمُـروءأتُ في جَــبـِـيــنِــيَ تَــرْنــو


لِــفَــضـــاءٍ مُـــرَجَّـــبٍ ومُـــحَـــبَّـــبْ "5"


أتَـمَـنَّـى لـو حُــزْتُ بَــسْــطَــةَ كَــفٍّ


لأُزيــلَ الــعَــنــاءَ عَــنْ كُــلِّ أسْــغَــبْ "6"


ذاكَ مــنْ شِــيــمَــةِ الــكِــرامِ وإرْثٌ


قــدْ تَــخَــوَّلْــتُــهُ مـن الــخَــالِ والأبْ "7"





************************


لــسْــتُ أشْـــكُـــو لــكــنَّــنــي أتَــعَــجَّــبْ

           كـيـفَ تَــغْــدو دَنـاعَـةُ الــنَّــفْــسِ مَــذْهــبْ ؟ "8"


كــيــفَ تُــغْــرِي مَـصـالِـحُ الــمَـرْءِ حَـتّـى

             يَــسْـتَـطـيـبَ الـمُـقــامَ فـي جُـحْـرِ أرْنَــبْ ؟


كــيــفَ تَــصْــفـُـو الــدُّنـا لـزيْـدٍ وعـمْـرٍو


وهُـما ـ إن صَدقْـتُ ـ نِـمْـسٌ وثـَـعْــلــبْ "9"





*************************


لا يَـــغُـــرَّنْـــكَ يــا جَــمِــيــلَ الــمُـحــيَّـا

            إن تَـسَهّـلْتُ – فـي الـرِّضا – كُـلَّ مُصْعَـبْ


أو تَـــغَـــزّلْـــتُ فــي عُـــذوبَـــةِ ثَـــغْـــرٍ


وشَــتِــيــتٍ ظَــلْــمٍ وغَـــرْبٍ وأشْـــنْــبْ "10"


فـلـقـدْ صُـنْـتُ – يـا حَـبـيـبـةُ – نَـفْـسـي

             وتَــعَــفَّــفْــتُ عَــنْ لَــمِــيــسٍ وزيْــــنَــــبْ


وتَـــرفَّـــعْـــتُ عَــنْ حَـــرامٍ ورِجْـــسٍ


وتَـأ بّـيْـتُ مِـجْـحَـر الـحِـسْـلِ والـضّـبْ "11"


مـا خــبَــطْــتُ الـعَـشْـواءَ أسْـرِي دَبِـيـبـآ "12"


مـثـلَ مـا دَبّ عَــقْــربٌ نَــحْــوَ عَــقْــربْ


تِـــلْـــكَ أخْـــلاقُـــنـا ، ولا فَــخْــرَ إنَّـــا


نُــلْــجِــمُ الـخَـصْـمَ إن تَــعَـدَّى لِـيَـشْـغَـبْ



---------------------------------------------------------------------------------


الهامش : "1" يشوم : شام يشوم شيمآ ، أصل الشيم النظر إلى البرق ، وعادة ما يرفع الناظر بصره ليشوم


البرق ، ومن هنا جاء معنَى الترفّع ، أي أن إبائي يجعلني أترفّعُ عما يُشين .


" لسـان الـعـرب مـادة شــيــم "


"2" خُـلّـة : الخُلّة أي الخِصْلة ،نقول خِصْلةٌ حسنةٌ ، وفلان كريمُ الخِلال ، والخُلّةُ أيضآ الصداقة


المحضة التي ليست لمنفعة . " لـسـان الـعـرب مـادة خَـلَـلْ "


"3" الخَوْقاء : أي الرّكيّة الواسعة القعْر ، وفي النساء المرأة الحمقاء ، " لسان العرب مادة خوق "


"4" أقْدع : أي أكُفُّ ، أمنعُ " لسان العرب مادة قدع "


مُغبّبْ : نقول غَبّ الطعام أي بات ليلة ففسد طعمه ، وقيل تغيّرتْ رائحته ،


" لـسـان الـعـرب مـادة غَـبَـبْ "


"5" مُرجّبْ : أي معظّم ، وسُمِّيَ شهر رجب برجب لأنهم كانوا يعظّمونه في الجاهلية ،


والترجيب أي التعظيم . " لـسـان الـعـرب مـادة رجـب "


"6" أسْغَبْ : الأسْغَبْ أي الجائعْ ، وفي محكم التنزيل : في يومٍ ذي مسغَبة ،


" لـسـان الـعـرب مـادة سَـغَـبْ "


"7" تخولته : أي ملكته ، كسبته ، " لـسـان الـعـرب مـادة خول "


"8" دَناعَة : الدّناعَة هي اللؤم والخِسّة ، والدّنيع هو الخسيس " لسان العرب مادة دنع "


"9 " نِمْس : سبعٌ من أخبث السباع يمكر بالثُّعبان فيقتله " لسان العرب مادة نمس "


"10" شتيت : تفرُّق الأسنان بشكل جميل ، يقول سويد بن أبي كاهل :


"حُرّةٌ تجْلو شتيتآ واضحآ * كشعاع الشمس في الغيم سطع ."


" لــســان الــعــرب مــادة شــتــت "


ظَلْم : الظّلْمُ ماء الأسنان وبريقها قال الشاعر :


" بوجْهٍ مُشْرقٍ صافٍ * وثغْرٍ نائرِ الظّلْمِ " لسان العرب مادة ظلم .


غَرْب : غرب الفم كثرة رضابه ، وغروب الأسنان مناقع ريقها ، قال عنترة :


" إذ تسْتَبيكَ بذي غَروبٍ واضحٍ * عَذْبٌ مُقَبّله لذيذ المطعم "


" لـسـان الـعـرب مـادة غَرب "


أشْنَبْ : الشّنبُ ماءٌ ورقّةٌ تجري على الثّغْر وتسيلُ رقّةً وعُذوبةً ،قال ذو الرمة :


" لمياءُ في شفتيها حُوّةٌ لعسٌ * وفي اللثاثِ وفي أنيابها شَنَبُ "


"لـسان الـعـرب مـادة شَـنَـبْ "


"11" الحِسْل : ولد الضّب " لـسـان الـعـرب مـادة حـسـل "


"12" خبطتُ العَشْواء : أي سرتُ على غير هدى في ظلمة من ليل ، والعشواء الظلمة


والمعنَى أني لاأسير في الظلمة على غير هُدَى وأدبُّ كما تدبُّ الحشرات ،


" لـسـان الـعـرب مـادة عـشـا "


 



الخميس، 13 أكتوبر 2011

بَــعْــضُ مَــيْــت


أمّــا أنــا فــقــد ارْعَــــوَيْــتْ          مِـنْ بـَـعْــد جَــهْــلــي واهْـــتَــدَيْــتْ
وعَــرَفْــتُ أنّ الـشّــيْـبَ مَـــنْــــــــــــــهــاةٌ فـــقُـــلْـــتُ لــه انْـــتَـــهَـــيْـــتْ
أدْركْـــتُ أنّ جَــــهــــالَـــتــي         ـ مـن غَــفْــوتـي ـ سَـتَـقــولُ هَــيْـتْ
وبـأنّ شَـــمْــسـي قَـــدْ دَنَـــتْ        نـَـحْــوَ الـمَـغـيـبِ ومـا عَـــصَــيْــتْ
أسْـلـمْـتُ قــلْــبـي لــلــمَــلـــيــــــــــــحَـــةِ حـــيْــثُــمـا ســارَتْ ســـرَيْـــتْ
ورَضِـيـتُ فـضْـلةَ مَـيْـلِــهــا         وإذا نَـــوَتْ بَــــيْــــعـــآ شَــــريْــــتْ
إنْ أقْـبَـلَـتْ نَـحْـوي سَــعُـــدْ         تُ وإن جَــفَــتْــنــي مـا اهْـــتَــنَـيْـتْ
أشْـتـاقُ رَجْـعَ حَــديــثِــهــا          وإذا هَـــوَتْ شَـــيْـــئـــآ هَــــوَيــْــتْ
أشْـتـاقُ سِـحْـرَ عـُـيــونِـهـا          أشْـــتــاقُ مِــنْـهـا كَـــيْـــتَ كَـــيـــتْ
أشْـتـاقُ وَضْـعَ نَـصِـيـفِـهـا          ولِـــمــا اتَّـــقَـــتْـــهُ ومـــا رَأيْـــــــتْ 
ورأيْـتُ أنّـي فـي الـهَــوَى           أنْـــقَـــادُ طَــــوْعــــآ وارْتَــضَــيْـــتْ
يـا مُـنْـتـهَـى أمَـلـي وغــا           يَـــةَ مـــا رَغِـــبْـــتُ ومـــا نَـــوَيـــتْ
يـا حُـلْـميَ الـزّاهـي وبُـغْـــــــــــــــــيـَــةَ مــا رَجَــوْتُ ومــا اشْـــتَـهَــيــتْ
كـمْ قـدْ سَريْـتُ إلـيْـكِ فـي          جُـــنْـــحِ الـــظّـــلامِ وكـــمْ ثَـــوَيـــتْ
ونَـهَـلْـتُ مِـنْ عَـذْبِ الـحـد         يـثِ ومـا رَغِـبْـتُ ومـا ارْتَـجَـيـتْ
هـلْ تَـذْكُـريـنَ قـصـائـدي          كـمْ صُـغْــتُـهـا بِــكِ واحْــتَــفَــيــتْ
وبَـنَـيْـتُ فـيـكِ بُـيـوتَــهــا          صَـــوّرْتَـــها لــكِ بَـــيـــْتَ بَــيــتْ
وجَـعَـلْـتُ أحْـلامـي تَـدو            رُ عــلــى مَـــدارَكِ وازْدَهَـــيـــتْ       
لـكـنّـنـي يـا حُـــلْــوتــي            طَــلّــقْــتُ جَــهْــلــي وارْعَــوَيــتْ
ووجَــدْتُ أنّــي حــالِــمٌ            ومِــنَ الـسُّـــلافَـــةِ مــا ارْتَــوَيــتْ
وعَـرفْـتُ أنّ الـعُـمْـرَ يَـرْ         دعُـــنـي فــعَـــفْـــوُكِ إن أبَـــيـــتْ
عُــذْرآ إلـيْـكِ حَـبـيـبَـتـي        والـعَــفْــوُ إنْ قــلْـــت اكْــتَــفَــيــتْ
عُــذْرآ إلــيْــكِ فــإنّــنــي         مَـــيْـــتٌ وإلاّ بَــــعْــــضُ   مَـــيـــتْ 


الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

قـُــبـْـلــةُ الــودِّ


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله الإخوة الكرام والأخوات الفاضلات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت في الطائرة ظهر يوم امس قادماً من الرياض، وحدّثتُ نفسي : طالما أنّك لست من المكرمَّين ولا من المكرِّمين، فلم لا يكون لي بعضٌ من قولٍ في هذا الإحتفال البهيج الذي يُكرَّم فيه روّادٌ أقلُّ ما يجب نحوهم أن نحيٍّيَ الأحياء منهم ونشكرَهُمْ ، ونترحَّمَ على الأموات ونغبطَهُمْ، فعزمتُ على التطفُّلِ على مائدتكمْ، - وهذا طبعي- فكتبتُ بضعةَ أبيات بِضاعتي فيها مُزْجاةٌ يُزينُها حُسْنُ تقبُّلِكُمْ، ويحتفي بها جميلُ قبولكمْ، فهل أحظَى بذلك، لعلّ وعسى:



 قُـبْـلـةُ الـودِّ فـي جـبـيـنِ  الـنّـادي
                               وعـبـيـرٌ  مِـنْ  ورْدِهِ  والـكـادي  

 وتـهـانـيَّ لـلـنّـجُـومِ أضـاؤوا 
                           فـي سمـاء الـتّـعْـبـيـرِ والإنْشـادِ  

بَـــذَروا،، والـحَـصـــادُ تَــمَّ رُواءً
                  واغْـتـرفْــنا مـن زرْعـهـمْ والــحَصــــــادِ

ثَـــــمَـــراتٍ تَــألَّـقـتْ ،، وجَـنــاها
                        زهَــراتٌ زَهَــتْ بِحَــــــقْــلِ بــلادي

وشَـــبــابٌ تَـحَــمَّـسـوا لِـبَـنـاءٍ
                   وارْتـقــــاءٍ في كـلِّ شِـــعْـبٍ  ووادي

حملوا مشْعل الـثّـقـافة في دارِ      م
                         ثــقــيــفٍ  وأخْــلـصـوا لـلـنّـادي

وتَـبــاروا كـلٌّ يُــضِـيـئُ فَـنـارًا 
                    وتَـــداعـوا إلـى طَــريــقِ الـسَّـــدادِ

يــابُـنـاة النّادي أزُفّ ُ سَـلامي 
                          لَـقُــلــــــــــوبِ الأحِـبَّـةِ الــرُّوَّادِ


وأُحـيِّي مـا كــان منْـكمْ وفيكمْ
                   وأبُــثُّ  الـدُّعـــــــاء  فــي  أوْرادي

رَحِــمَ  الله مـن تَــقَـدَّمَ مِـنْـكــــمْ
                 وهَــــــدَى  مـن  تَـأخّـروا لـلـرَّشــادِ                                  

أُلقيت في احتفالية "نادي الطائف الأدبي الثقافي" برؤساء وأعضاء مجلس إدارته السابقين.
مساء الثلاثاء ١٣\١١\١٤٣٢هـ .

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

رحـيـلُ الـشُّـمـوس

 غـارتْ شُـمـوسُـكِ مـا لـلـنُّـورِ يَـرْتَـحِـلُ ؟
                    ولـــمْ تَـــعُـــدْ هَــمَــســاتُ الــودِّ تَــتَّــصِــلُ
 واسْـتـرْسَـلَ الّـلـيْـلُ ، لا ضَـوْءٌ يُـبَـدِّدُهُ
                    أعــاقَــهُ جَــحْــفَــلٌ أمْ عــاقَــت الــسُّـــبُـــلُ ؟
 والـصُّـبْـحُ لـمْ يـسْـتـطِـعْ إسْـفـارَ غُـرَّتِـهِ
                    واسْــتَــحْــكَــمَ الّـلـيْـلُ لاضــوْءٌ ولاشُــعَــلُ
 والـزَّهْـرُ ًصَـوَّحَ والأشْـواقُ تَـعْـصِـفُـهُ
                    ولــــيْـــسَ ثَــــمَّــــةَ لا طــــلٌّ ولا وَشَــــلُ
 سـريْـتُ أبْـحَـثُ فـي أعْـمـاقِ ذاكِـرتـي
                    أُلَـمْـلِـمُ الـضَّــوْءَ لـكـن هـاضَـنـي الـخَـجَـلُ
 ولـمْ أجِـدْ فـي حِـكـايـاتـي سِوَى قِـصَـصٍ
                    عـاشـتْ عـلَـى أمـلٍ واغْــتــالَــهـا الأجَــلُ
 أمّـا الأمـانـي فـلـمْ تُـزْهِـرْ وحَـلَّ بِـهـا
                    الــبُــعْــدُ والـنَّـأيُ والـنُّـسْـيـانُ والــوجَــلُ
 أقـولُ يـاورْدةَ الـصَّـحْـراءِ مَـعْـذِرةً
                    مـا عــاقَــنــي عَــنْــكِ لا حَــزْنٌ ولا جَــبَــلُ
 لـكـنّـهـا لـمْ تَـعُـدْ تُـصْـغـي كـعـادتِـهـا
                    ولــمْ تَــعُــدْ لِــلّــقــا تَــهْــفــو وتَــحْــتَــفِـــلُ
 وهـكـذا الـغِـيـدُ لا تَـصْـفـو مـشـاعِـرُهُـمْ
                    كــأنّــمـا حَــمَــلـوا بــالــدَّلِّ واشْـــتَــمَــلـوا
 ولـسْـتُ آسَـى إذا أشْـواقُـهُـمْ غَـرُبَتْ
                    مـا حِـيـلَـتـي إنْ هُـمُ عـنْ جَـنَّـتـي رحَـلـوا