أحدّث عنك النفس أن لست راجعاً
إليك فحزني في الفؤاد دخيل
أريد هبوطاً نحوكم فيردّني
إذا رمته دَيْنٌ عليّ طويل
اعتلجت لواعج الحنين، وتهيّجت عوامل الشوق، فداريت دمعة أوشكت أن تذرف، ونشيجاً كاد يعلو..
وتذكرت هارون الرشيد عندما انشدت بين يديه قصيدة يحيى بن طالب، وذُكرت له قصته فقال : يُقضى دينه، وتُعاد له ضيعته وأملاكه، فطُلب فإذا هو قد مات.
كم هو موجع على الإنسان شعور الحنين الممض، والشوق الذي يرمض ويمرض، الحنين إلى موطنه والشوق إلى دياره، فلا يستطيع أوبَه، ولا يقدر سلواً، فيعيش بين هم الغربة ولوعة الحنين.
((حننت إلى (نجد) ونفسك باعدت
مزارك من (نجدٍ) وشعباكما معاً
كأنك بدعاً لم تر البين قبلها
ولم تك بالألآف قبل مفجّعا
قفا ودعا نجداً ومن حل بالحمى
وقلَّ لنجدٍ عندنا أن تودّعا
بنفسي تلكُ الأرض ما أطيب الرُّبا
وما أحسن المصطاف والمتربّعا))
نعم بنفسي تلك الأرض وما أطيبها أرضاً وما أحسنها مصطافاً ومتربعاً.

الهوامش
١-قرقرى: أرض باليمامة، متاخمة لوادي الحيسيه، وهي الأرض التي بين ضرما والبرة.
٢-الحجيلاء: تقع في الجهة الجنوبية من البرة. 

ربيع الأول ١٤١٣  المجلة العربية