بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 مارس 1987

مؤتمر رجال الأعمال السعوديين الثالث بأبها مارس ١٩٨٧م (كلمة)

<><> <><> <><>

بسم الله الرحمن الرحيم .....
الحمدلله القائل ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ويسبح له فيها بالغدو والأوصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوم تتقلب فيه القلوب والابصار ، ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله ، والله يرزق من يشاء بغير حساب )... والصلاة والسلام على رسول الله القائل ( ان الدنيا حلوة خضرة ، وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( ان الله سائل كل راع عما استرعاه ، حفظ او ضيع ) .
أصحاب المعالي ، أصحاب السعادة .. .. ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
في يوم الناس هذا ونحن نحفل ونحتفل .. .. نحفل بالمؤتمر الثالث
لرجال الأعمال، ونحتفل برجال الأعمال ، نقول لهم أهلا ، ونوطئهم سهلا ،
نقابلهم بالترحاب ، ونجني لهم الرغاب ، نضاحكهم قبل انزال الرحل ،
ونحكمهم حكم الصبي في الأهل .
يستأنس الضيف في أبياتنا أبداً  *   فليس يعلم خلق أينا الضيف
ونشعر أن وجودهم فرصة ليروا الاتاحات المتعددة والمجالات المتنوعة
للسياحة والسواح في جزء عزيز من وطنهم .
أروني عجوزا زار أبها ولم يعد فتيا كجذع شاخ فاخضر قاحله
ان منطقة عسير وهي تفتخر بالمناخ الجميل ، وتتميز بالهواء العليل ،
ترنو وتتشوق ، تأمل وتتطلع الى من يشارك في تنميتها والى من يساهم في ابراز جمالها باقامة مشاريع سياحية مناسبة ، تتيح للمواطنين مجالا للتمتع في بلادهم وبين أهليهم .. .. خصوصا وكلنا بعلم أن بلايين الريالات ساحت من الأوطان ، وهجرت الأعطان ، ووظفت في مشاريع سياحية في الخارج ، عند قوم أكلوا التراث أكلا لما ، وأحبوا المال حبا جما .. .. أحبوا مالكم ، وشنأوا حالكم حيث لا أهل ينتفعون ، ولا قرابة ينتجعون ، لا قريب شافع ولا ولي نافع .

أطلب لنفسك جيرانا تجاورهم
                       لا تصلح الدار حتى يصلح الجار

فما الذي أقصاكم الى أبعد التخوم ، ألم تقرأوا ، ( آلم ، غلبت الروم )
أليس من حق الآباء و كرم الآباء أن تنتجعوا لأموالكم حيث لا ينوسكم نائس، ولا يدوسكم دائس فتستبدلون مر الاغتراب بحلاوة الاقتراب ، تستثمرون الرغاب وتجنون الرطاب في بلد يصون ولا يهدد ، يحفظ ولا يبدد .. .. أنعم الله عليه بحكام بابهم مفتوح وخيرهم ممنوح يحمونكم حمي القروم أشوالها ، ويمنعونكم منع الأسود أشبالها رعيا للذمام ، وصلة للأرحام ، اقرارا للعدل وتوكيدا للبذل وهم أهل العدل والعطاء والبذل .
لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم   *   من الجود والاحلام غير عوازب

أيها السادة رجال الأعمال .. .. ..
من حقنا عليكم أن تحفظوا سنابل آمالنا ، تفتحوا لهم مجالات الخير وتصدونهم عن مجالات الشر ، وتهيئوا لهم الحياة التي يرغبون ، و الأهداف التي يبغون حيث الخير والمير ، والأجر والتجر.
وقد كان الرسول يرى حقوقا     عليه لغيره وهو الرسول
قد تقولون أن لكم في تلك الأصقاع تسهيلات وخدمات ، ولكنها أيها الأحبة منحة أعقبت محنة يقول الله تعالى (يا أيها اللذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين) ويقول المصطفى عليه الصلاة و السلام (لا تستضيئوا بنار المشركين) ، ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه من سعادة المرء أن تكون زوجته موافقه وأولاده أبرارا ورزقه في بلده وبين أهله ، لا تخافون قانونا يذهب الأموال ، ولا معتوها يغير الأحوال ، وما أكثر الأمثلة والأمثال .
أيها الأخوان .. يا أبكار الزمان ويا أفكار الأوان ، يا علية القوم من باد ومن حضر ، أناشدكم-وكلكم خير-أن تجعلوا مؤتمركم مؤتمر نتاج ومجتمع انتاج بازالة العوائق والمعوقات ، واستباق الخيرات ، فما اجتمعتم الا في خير ، ولا تجمعتم الا لخير .. .. .. والكل يتطلع الى نتائج محادثاتكم وثمرات مداولاتكم .. .. .. و اني أعيذكم أن أشيم خُلَّبا أو أن أستمطر جهاما ، فما سريت إليكم الا لأحمد السرى اليكم .
اخواني ان في الأرض لكثيرين يتملكهم ذاك الحنين العذب ، فيهبوا قدراتهم لبلادهم ومقدرتهم لمواطنيهم ، ويستشعرون النصر ، ويتذوقون الفخر ، ولا أطيل عليكم فقد حديت بحيث يُستمع الحداء ، وناديت حيث يُستمع النداء .
وما الفضل في أن يُؤثرُ المرءُ نفسُه  *  ولكن فضل المرء أن يتفضّلا
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته

كلمة ألقاها الرئيس المساعد للجنة التنشيط السياحي بمنطقة عسير اللواء عبدالقادر بن عبدالحي كمال
في حفل اللجنة احتفاء بضيوف المنطقة الكرام في مؤتمر رجال الأعمال السعوديين الثالث بأبها مساء يوم الأحد ١٥ رجب ١٤٠٧ هـ ( الموافق ١٥ مارس ١٩٨٧)
أبها